التعليم البرنامجي.
ما هو التعليم البرنامجي.
لعلك لاحظت أن كثيرا من الطلاب يقرؤون صفحات من الكتاب المدرسي، ثم يكتشفون، أو تكتشف أنت، أنهم لم يفهموا شيئا. وفي ذلك ضياع للوقت والجهد. بل أنهم قد يقفوا وقتا طويلا ويفقدون الانتباه، ويتشتت اهتمامهم في مسائل أخرى.
كذلك قد يستمر الطالب في دراسة لموضوع دون أن يتأكد إذا كان قد فهم المقصود تماما أم لا.
ثم أنك قد تجد أنك غير قادر على متابعة كل تلميذ في دراسته، وتعطيه القدر الكامل من الاهتمام، خاصة عندما تزدحم الفصول بتلاميذها، وتتفاوت قدرات التلاميذ وظروفهم.
لهذه الأسباب وكثير غيرها ظهرت فكرة تجزئة موضوع الدرس إلى أجزاء صغيرة، كل منها لا تجاوز سطرا أو بضعة سطور، ولا ينتقل التلميذ من جزء إلى أخر إلا بعد أن يجيب على سؤال في آخره ن بأن يكتب كلمة، أو يضع علامة تدل على فهمه السؤال، وإجابة عنه إجابة صحيحة.. ويسمى كل جزء من هذه الأجزاء إطارا. ويتكون من مجموع هذه الأطر البرنامج التعليمي. ولما كان تنظيم التدريس بهذه الطريقة يقتضي وضع برنامج محكم، فإن هذا الأسلوب من التعليم يسمي التعليم البرنامجي. كما يسمى التعلم بهذا الأسلوب باسم التعلم البرنامجي.
أهداف التعليم البرنامجي.
ذكرنا لك بعض أهداف التعليم البرنامجي. ويمكنك أن تدرك مزايا أخرى عديدة.
- إن جذور التعليم البرنامجي الحقيقية نعدو إلى طريقة الانتقال من خطوة إلى خطوة في التعليم، عن طريق الحوار، وهي الطريقة التي كانت يتبعها سقراط في محاوراته. ولكن لا يوجد هنا من يتنافس معه الطالب. وإنما توجد سطور أو سطرا ينتهي بكلمة ناقصة، يتعين على الطالب أن يكتبها، فإذا كانت الكلمة الصحيحة المطلوبة، انتقل إلى الإطار التالي.
- لذلك فإن التعلم بهذه الطريقة يعتمد على الفرد وحده، ولذلك يسمى هذا الأسلوب بالتعليم الفردي. وفي ذلك توفير لجهد المعلم من جهة، ووقته من جهة ثانية، وجعل التعليم يسير وفق قدرة كل تلميذ وسرعته الخاصة من جهة ثالثة.
- ومن أهم مميزات هذا الأسلوب أنه يعتمد على إثارة اهتمام التلميذ. فإن التلميذ الذي لا يركز اهتمامه في كل سطر يقرأه لن يتمكن من السير في البرنامج، وسوف يكتشف ذلك بنفسه سريعا.
- كذلك يعتمد هذا الأسلوب من التعلم على مبدأ هام، وهو أن الطالب سوف يجد في الإجابة الصحيحة ما يسره ويرضيه، أي سيجد المكافأة أو الثواب. كما أنه سوف يجد في الإجابة الخاطئة ما يعد عقابا، فيعيد قراءة الإطار ثانية.
- وإذا تكررت الإجابات الصحيحة، فإن ذلك يعزز من اقتناع الطالب بما درسه، وبذلك يتأكد مما تعلمه ويحقق ذلك مبدأ هاما من نظريات التعلم يسمى مبدأ التعزيز.
- ولا شك أنك تدرك ميزة هامة لأسلوب التعليم البرنامجي، وهو تأكد الطالب من فهمه الصحيح أولا بأول. بينما كان التقويم يجيء في نهاية الدرس وأحيانا في نهاية العام في طرق التعلم التقليدية.
أمثلة للتعليم البرنامجي.
مثال: من موضوع الدوران (الدورة الدموية) مادة العلوم والصحة للصف الأول الاعدادي:
|
1- الدوران هو عملية يصل بها الغذاء المهضوم والاكسجين إلى أجزاء
الجسم المختلفة. أي أن بفضل الدوران يصل إلى كل أجزاء الجسم ..... و ....... |
|
|
2- وبفضل الدوران يستطيع الجسم تعويض ما يتلف من مادة الجسم. أي أن
الجسم يتمكن بسبب وصول الغذاء المهضوم والاكسجين من .................. |
الغذاء المهضوم والاكسجين. |
|
3- ويساعد الدوران أيضا في قيام الجسم ببناء مادة جديدة. وبذلك ينمو الجسم.
فالدوران يساعد الجسم على |
تعويض ما يتلف من مادة الجسم. |
|
4- وهناك فائدة ثالثة للدوران، وهي أن يقوم الجسم بأكسدة الغذاء
للحصول على ما به من طاقة كامنة. أي أن الدوران يساعد على حصول الجسم على الطاقة
عن طريق. |
بناء مادة الجسم الجديدة. |
|
5- وهكذا يمكنك الآن أن تذكر ثلاث فوائد للدوران وهي:
|
اكسدة الغذاء |
|
ملاحظات عند اعداد البرنامج.
- يمكنك أن تلاحظ عدة أشياء عند اعداد البرنامج. فالكلمة أو الكلمات الناقصة _ أي الإجابة - ينبغي أن تكون محددة.
- كذلك تلاحظ أنه ينبغي أن تكون هناك إطارات لتقديم البرنامج.
- وينبغي أن تتكرر الإطارات في معناها، حتى يتدعم المعنى في عقل الطالب ....
- كذلك ينبغي أن تكون هناك إطارات في نهاية كل موضوع لتلخيصه، وتركيز المعلومات ...
- وهناك أنواع عديدة من البرامج ...ولكن يمكنك الآن أن تحاول اعداد درس وفق الأسلوب البرنامجي وتجرب ما ذكرناه لك من أهداف للتعليم البرنامجي.
© حقوق النشر والطباعة لأصحابها.
