لماذا الوسائل التعليمية:
اعتمد التعليم لفترة طويلة على المعلم والكتاب. وكانت وسيلة المعلم هي الكلام واستخدام السبورة والطباشير. وتفاوت المعلمون في قدرتهم على التعبير واستخدام نبرات الصوت والإشارات لتوضيح ما يقولون. وكان ذلك في مجموعة وسائل الإيضاح في التربية التقليدية.
إلا أن التربية الحديثة تعتمد على خبرة التلميذ المباشرة قدر ما تستطيع. فهي أفضل وسيلة ليس لضمان الجانب المعرفي وحده، ولكن لضمان الجوانب العاطفية والعملية في الخبرة. وكلنا يعلم أن معرفة الجهاز الهضمي للضفدعة أو للأرنب عن طريق القراءة شيء وقيام الطالب بتشريح الضفدعة واستخلاص النتائج بصورة عملية شيء آخر. فالجوانب العاطفية والعملية والاجتماعية تزيد من قوة الخبرة، واستمرار بقائها.
وتعمل وسائل الإيضاح المختلفة على تقريب مستويات الخبرة للدراس. فالرسم والصور توضح مالا توضحه الكتابة وحدها أحيانا. وتوفر الوسائل التعليمية الأساس المادي المحسوس للتفكير، وتجعل الخبرات باقية الأثر. وتوفر خبرات متنوعة يصعب جدا توفيرها أحيانا. فهي تتخطى حواجز الزمن والمكان والإمكانيات البشرية في الرؤية أو السمع أو غيرها من الحوار. وقد صدق القول بأن شعار الوسائل التعليمية " رب صورة خير من ألف كلمة.
ومن أمثلة الوسائل التعليمية:
- الخبرة المباشرة للتلميذ.
- التمثيليات.
- الرحلات.
- التليفزيون.
- الرسوم.
- التوضيحات العملية، أو العروض العملية بالأجهزة، أو المواد، أو بالسبورة الطباشيرية.
- السنيما.
- الإذاعة والإذاعة المدرسية.
- الفانوس السحري.
- اللوحات الوبرية.
- اللوحات الإخبارية.
- النماذج.
- العينات.
- الخرائط والرموز البصرية كالكتابة.
- الشرائح المجهرية.
استخدام الوسائل ومشكلاته:
ومن الواضح أنه توجد صعوبات في استخدام بعض هذه الوسائل، كما أن بعضها قد لا يتوفر بالمدارس
أو يكون استخدامه خطرا على الطالب أو يكون ثمينا وتخشى المدرسة تلفه أو ضياعه. إلا أنه يمكن للمدرس أن يستخدم ما يتوفر له بصورة أفضل. كما أنه يتوقف نجاح الدرس على مهارة المدرس في اختيار الوسيلة المناسبة، أو في اختيار أكثر من وسيلة.
ويستطيع المدرس أن يشرك معه التلاميذ في عرض الوسائل وتشغيلها أحيانا.
والمدرس الماهر يستخدم الوسيلة بصورة طبيعية كجزء من الدرس لتوضيحه وليس للإثارة أو للترفيه أو التسلية. فالهدف الرئيسي في الدرس هو توضيح فكرة أو حل مشكلة.
وتتدرج الوسائل في مدرى قربها من الخبرة المباشرة للتلميذ. وأبعد الوسائل في تأثيرها الرموز، سواء أكانت بصرية أو سمعية.
ومن أهم الوسائل المتاحة للمدرس دائما السبورة. والكتب، والمجلات، والمطبوعات، والرحلات، والمشاهدات المحلية. ولا ننسى أن شرح المدرس نفسه وما يقوم به من أساليب درامية في الشرح والتوضيح باستخدام تعبيرات وجهه ويديه ونبرات صوته هو من الوسائل التعليمية. ولذلك فإنه لا أقل من أن يكون المعلم ماهرا في حسن استغلال وتنظيم ما يتاح له من وسائل. واستخدام الوسائل ليس مكلفا دائما. فقد لا يكلف التعليمية المتاحة له. ولا ينتظر المعلم دائما أو يجد التوجيه في استخدام الوسيلة على نحو فعال ، واشتراك الطلبة في استخدام الوسائل معه ، إنما هو من أهم مهام المعلم ومن " أسرار مهنته " الخاصة ، التي يمكن أن تميز معلم عن معلم .
ومن الأفضل أن يسجل المعلم في كراس التحضير الوسيلة أو الوسائل التي اختارها فوجود مثل هذا البند يجعله يفكر على الأقل في الوسائل المناسبة.
ويمكن للمعلم أن يتطلع إلى ما في البيئة وما بالمدارس من وسائل متاحة توضح الدرس. وسوف يجد أنه كثيرا ما تتوفر له الوسيلة التي يحصل بها التلميذ على الخبرة المباشرة، والتي يستخدم فيها كافة حواسه أو أغلبها من سمع وبصر وتذوق ولمس وشم. ولا ينسى أنه يوجد بكل مديرية تعليمية قسم للوسائل التعليمية لديه الكثير منها. وخاصة الأفلام التي تخدم كثيرا من الدروس، ولديه سجل بها، ويستطيع أن يستعير هذه الأفلام قبل تاريخ الدروس بوقت كاف.
